بورتريه


كتب بسمة رحال
10 يوليو 2019 1:19 م
-
محمد منصور : الملياردير المصري وصاحب توكيل شيفرولية مصر

محمد منصور : الملياردير المصري وصاحب توكيل شيفرولية مصر

 

كتبت / بسمة سامي رحال

الملياردير المصري محمد منصور صافي ثروته 2.3 مليار دولار يتوجه نحو التكنولوجيا

نبذه عن محمد منصور

هو رجل أعمال مصري وسياسي سابق. رئيس مجلس إدارة مجموعة منصور، بقيمة 6 مليارات $ المجموعة التي تعد ثاني أكبر شركة في مصر من حيث الإيرادات. في نوفمبر تشرين الثاني عام 2016، قدرت مجلة فوربس ثروته في 4.1 مليار $.

ولد محمد منصور لواحدة من العائلات التجارية البارزة في الإسكندرية. الأعمال التجارية للعائلة هي مجموعة منصور، تسيطر تسعة من أكبر 500 شركة في مصر، على الرغم من أنه يحتاج إلى البقاء على قيد الحياة في تأميم ومصادرة أصولها في عام 1965.

حصل منصور على شهادة في الهندسة من جامعة ولاية نورث كارولينا في عام 1968، وعلى درجة الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة أوبرن في عام 1971، ودرس هناك حتى عام 1973.

نشأة محمد منصور

ولد محمد منصور لواحدة من العائلات التجارية البارزة في الإسكندرية. الأعمال التجارية للعائلة هي مجموعة منصور، تسيطر تسعة من أكبر 500 شركة في مصر، على الرغم من أنه يحتاج إلى البقاء على قيد الحياة في تأميم ومصادرة أصولها في عام 1965.

حصل منصور على شهادة في الهندسة من جامعة ولاية نورث كارولينا في عام 1968، وعلى درجة الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة أوبرن في عام 1971، ودرس هناك حتى عام 1973.

الحياة المهنية

قام مع شقيقيه، حافظ منصور بدور نشط في مجموعة منصور، والشركات العائلية، وبناء علاقات وثيقة كموزعين للشركات الأميركية بما في ذلك شفروليه، مارلبورو، جنرال موتورز وكاتربيلر. وتمثيل بعض من له مصالح أخرى تشمل مترو، أكبر سلسلة سوبر ماركت المصرية، والامتيازات ماكدونالدز في مصر.

وقد قاد منصور المجموعة منذ وفاة والده في عام 1976. ومنذ ذلك الحين، وقد أشرف على تطوير وتنمية الشركات الكبرى، بما في ذلك إنشاء شركة الاستثمار الخاصة مان كابيتال في لندن.

في يناير 2006 استقال منصور من مسؤوليات الشركة بعد توليه منصب وزير النقل في الحكومة المصرية. استقال في اكتوبر تشرين الاول عام 2009 بعد حادث قطار مميت

الملياردير المصري محمد منصور أخذ زمام القيادة لتنمية شركة العائلة، لتصبح إمبراطورية كبيرة تحقق عوائد  بـ6 مليار دولار. واليوم، يضع منصور نصب عينيه الاستثمار في الذكاء الصناعي والتكنولوجيات المغيّرة، راغباً في توسيع نطاق المجموعة وزيادة ثروتها.

من مكتبه في منطقة نايتسبريدج في لندن، يترأس محمد منصور، رجل الأعمال المصري، إمبراطورية الأعمال مترامية الأطراف التي يديرها مع أخويه، يوسف وياسين منصور. ومع امتداد أعمالها في أكثر من 100 دولة، دفع نجاح المجموعة كلاً من منصور، (71 عاماً)، وأخواه للانضمام إلى قوائم الأثرياء لعام 2011، ما جعلهم من أكثر العائلات المصرية نفوذًا في ذلك الوقت.

ووفقاً لتقديرات فوربس، يبلغ إجمالي ثروة منصور 2.3 مليار دولار، ما جعله صاحب الثروة الأكبر بين أخويه، ياسين ويوسف، حيث يتبعاه بصافي ثروة تبلغ 1.5 مليار دولار و1.2 مليار دولار على التوالي. وتدين المجموعة بنجاحها إلى طموح الأخوة الذي دفعهم إلى النهوض بالشركة لتصبح ما هي عليه اليوم.

يقول منصور رئيس المجموعة "أتمتع أنا وأخواي بحدس صائب فيما يتعلق بإدارة الأعمال"، مضيفاً "القاسم المشترك بيننا جميعاً هو الجينات المسؤولة عن التميز".

ومثل شركات العائلات في الوطن العربي، فإن ثروة عائلة منصور جاءت من صفقات توزيع السيارات المربحة لعلامات السيارات العالمية، وتعتبر شركة منصور للسيارات واحدة من أكبر الشركات الموزعة لمنتجات علامة (General Motors) في العالم، حيث تبيع ما يصل إلى 100,000 سيارة سنوياً. كما تعمل في الكثير من القطاعات الأخرى، مثل العقارات والتجزئة والاتصالات والمعدات الثقيلة، غير أنها الشركة الموزعة لمنتجات شركة (Caterpillar) في مصر ومعظم الدول الأفريقية.

يُكن رجل الأعمال الثري احتراماً عميقاً لأصوله المصرية التي تظهر واضحة بينما يتحدث هو عن رحلته في تحقيق النجاح، فهو رجل مخلص لعائلته فخور بوطنيته. وبعد أن تسلم الأخوة دفة إدارة المجموعة منذ 40 عاماً، عقب وفاة والدهم، يعمل الأخوة منصور اليوم على إعداد الجيل الجديد من العائلة للمضي بالمجموعة قدماً نحو المستقبل. يقول منصور بحكمة أدركها مع مرور الزمن "إن أفضل استثمار حققناه هو وحدة عائلتنا".

الحدس الصائب الذي تتمتع به عائلة منصور هو ما دفع رجل الأعمال إلى المراهنة على بعض الشركات العملاقة التي لم يكن لها وجود كبير في السابق. ويركز رائد الأعمال اليوم على شركته (Man Capital) التي أسسها عام 2010 لإعادة استثمار ثروة عائلته، وقد استثمرت هذه الشركة في الطرح العام الأولي في عملاقة التواصل الاجتماعي (Facebook)، وفي شركة (Airbnb)، كما أنها جمعت الأسهم في صمت من كبار شركات سيليكون فالي مثل (Twitter) و(Spotify) و(Uber)، إضافة إلى أنها راهنت على نجاح الشركات العالمية الكبرى مثل شركة (Didi Chuxing) الصينية، وشركة (Deliveroo) القائمة في المملكة المتحدة. ولكن اليوم، يهدف منصور إلى توسيع نطاق استثمارات شركة (Man Capital)، واضعاً عينيه على قطاعات المستقبل.

ومع نجاح استثمارات (Man Capital) التي بدأت في جني ثمارها، يخطط منصور للاستثمار بحوالي 200 مليون دولار خلال الثمانية عشر شهراً المقبلة. وستكون معظم استثماراته في التكنولوجيات المغيّرة مثل الذكاء الصناعي والروبوتات، هو يثق في استمرارية وجودها في المستقبل. ومن ضمن الأمور التي يراهن عليها هو التغير الدائم في قطاع النقل، الذي يشهد اليوم ثورة تكنولوجية كبيرة مع ظهور المركبات ذاتية القيادة، وهو ما دفعه للاستثمار في شركات نقل الركاب مثل شركة (Uber) وشركة (Didi). يقول منصور "نحن نعلم جيداً كل ما له علاقة بقطاع النقل، ونعلم مدى تغيره اليوم، نحن لم نصل بعد إلى قمة هذا الجبل".

ومع وجود معظم شركات عائلة منصور في مصر وأفريقيا والشرق الأوسط، فإن شركة (Man Capital) هي أيضاً بمثابة خطوة جديدة نحو تحقيق المزيد من التنوع في المجموعة، مع ضمان تميزها بمجموعة واسعة من الشركات المملوكة بالكامل والشركات المملوكة جزئياً في حافظتها.

وعلى سبيل المثال، استثمرت (Man Capital) في شركة (OTS Vanguard) للخدمات اللوجستية عام 2012، ما مكّن مجموعة منصور من الوصول إلى الكثير من الأسواق الجديدة والمختلفة. كما قدّم ذلك أيضاً لمنصور فكرة عامة عن التدفقات التجارية ومعرفة أكثر طرق الشحن ازدحاماً في العالم. قال منصور موضحاً "إن هذا يتيح لنا معرفة نوع المنتجات التي تُشحن في جميع أنحاء العالم، وأين يمكننا الاستثمار".

وتقوم شركة (Man Capital) على أساس فلسفة منصور الاستثمارية التي ترى القيمة في النمو طويل الأجل، حيث يصفها بعبارة "رأس المال الصبور". إن استثمارات شركة الأسهم الخاصة غالباً ما تكون طويلة الأجل، مبتعدة عن الاستثمارات المقيدة بفترة زمنية محددة، التي عادة ما تستثمر بها الصناديق المالية الأخرى. وهذه ليست المرة الأولى التي تتجلى فيها فلسفته الاستثمارية، حيث شاهدناها من قبل في استثماره الصبور في السوق المصري الذي أصبح الركيزة الأساسية التي تقوم عليها ثروة العائلة، إلى جانب الأسواق الإقليمية الأخرى.

ويبدو أن هذه الاستراتيجية قد أتت بثمارها، فإن إجمالي مبيعات مجموعة منصور حققت زيادة %12 عام 2018، وفقاً لما قاله رجل الأعمال الثري. ورغم أن منصور لم يكشف أية أرقام محددة، إلا أنه أوضح قائلاً إن المبيعات المحققة من أعمال المجموعة في مجال السيارات وصلت إلى %45 مع ارتفاع ربحيتها إلى %100 في العام الماضي. وارتفعت مبيعات شركة (Mantrac) التابعة للمجموعة الموزعة لمنتجات شركة (Caterpillar)، بنسبة تصل إلى %15 في العام نفسه.

ويقول منصور "لقد شهدناً نمواً جيداً داخل مصر"، مشيراً إلى إن أعمال شركة منصور للسيارات كان لها أداء قوي في الدولة العربية الأكثر سكاناً، بفضل قرار المجموعة إضافة منتجات جديدة لعلامة (Peugeot)، ومنتجات لعلامة صينية أخرى تدعى (MG).

كما مكنت فلسفة النمو طويل الأجل منصور من الدخول في الأسواق الصعبة مثل العراق وليبيا، حيث يوجد لدى المجموعة بالفعل شركات توزيع لعلامة (GM). ويقول رجل الأعمال الناجح إن الشركة لم توقف أعمالها في هذه الأسواق حتى في أعسر الفترات التي مرت بها. ويتضح بجلاء تصميم منصور وعزيمته على تحقيق العوائد خلال الفترة التي تسلم فيها دفة قيادة الشركة.

ويمكن أن يُعزى عزم منصور ومثابرته، فيما يتعلق بالأعمال والسياسة، إلى والده لطفي، حيث كان واحداً من أوائل المصريين الذين تخرجوا من جامعة كامبريدج، حيث أصبح لطفي منصور مصدر إلهام لأبنائه الخمسة عندما كافح للبدء من جديد في بناء ثروته التي كانت قائمة على شركته الكبيرة لتصدير القطن، والتي أممت عام 1964، حيث فقد ثروته كلها.

وبعد خسارته لأعماله في مصر، أسس لطفي شركة وسيطة لتصدير القطن في سويسرا، لمساعدة قطاع إنتاج القطن في السودان على النهوض. وعاد مرة أخرى إلى مصر عام 1975، بعد أن بدأت الدولة في ترك النظام الاشتراكي شيئاً فشيئاً من أجل دعم القطاع الخاص. وعاد أبناؤه أيضاً إلى مصر من الولايات المتحدة، حيث كانوا يتلقون دراستهم الجامعية.

وفي العام نفسه، تواصلت معه شركة (GM)، وهي على وعي بالأصول الأمريكية للأخوة منصور، لمناقشة احتمالية بداية شراكة مثمرة بينهما. ويقول منصور "لقد كان لدينا علم بكيفية إجراء الأعمال في العالم الغربي". وبدأ الأخوة بمعرض صغير في محافظة الإسكندرية، ثم وسعوا نطاق الأعمال، مستفيدين من سرعة نمو الاقتصاد المصري في ذلك الوقت.

وكتب عمر عدلي، الباحث غير المقيم في مركز (Carnegie Middle East Center) سابقاً، في تحليل له "إن رفع القيود التجارية بشكل جزئي إضافة إلى ضمانات الحماية الجديدة ضد عمليات نزع الملكية والتأميم، أتاحت نشوء الشركات المصرية الخاصة التي ربطت السوق المصري بالأسواق الخارجية"، مضيفاً "وبذلك عملت الشركات التجارية المصرية كشركات محلية موزعة للسلع والخدمات المقدمة من الشركات الأجنبية".

وقد حقق أبناء لطفي منصور نجاحاً باهراً في السنوات القليلة التالية، حيث أصبحت هي الوكيل الموزع لمنتجات عملاقة التبغ (Phillip Morris International) كما حصلت على صفقة (McDonalds) في مصر، إضافة إلى عقود التوزيع الأخرى. وعقب وفاة والدهم عام 1976، أعاد الأخوة تنظيم الأعمال مقسمين المهام والمسؤوليات فيما بينهم على مدار الأعوام التالية، فكانت مسؤولية أعمال التوزيع من نصيب الأخ الأكبر يوسف، بما في ذلك إدارة سلسلة متاجر (Metro)، وهو صاحب فكرة إنشائها والعامل على إدارتها. بينما كان الأخ الأصغر ياسين هو المعني بإدارة استثمارات الأسهم الخاصة وشركة التطوير العقارية (Palm Hills). أما منصور، فهو المسؤول عن وكالات توزيع السيارات وشركات منتجات المعدات الثقيلة، إضافة إلى إدارته لشركة (Man Capital). وقد توفي أخوهم إسماعيل عام 1997.

ورغم أن أعمال مجموعة منصور الرئيسية تقليدية، إلا أن رغبة الأخوة المتعطشة نحو تحقيق المزيد من النمو دفعتهم إلى توسيع نطاق الأعمال عبر الحصول على المزيد من عقود الوكالات. وقد يرجع أيضاً ذلك إلى استعداد الشركة لدخول الأسواق الصعبة بما في ذلك المناطق الصعبة والنائية في العالم.

وفي فترة التسعينات، حصلت مجموعة منصور على عقد توزيع منتجات شركة (Caterpillar) في الوقت الذي كانت فيه روسيا تتأقلم تدريجياً على سياسات الإصلاح الاقتصادي الجديدة بقيادة الرئيس بوريس يلتسن عقب تفكك الاتحاد السوفيتي السابق، ومن هنا باشرت الشركة أعمالها في مدينة سيبيريا. ويقول منصور بشأن ذلك "تخيل أن المصريين المعتادين على العيش في درجات حرارة تزيد عن 40 درجة مئوية يعملون في سيبيريا، حيث تنخفض درجة الحرارة إلى أقل من -40 درجة مئوية".

ورغم تحذيرات الإدارة العليا له، إلا أن منصور دخل السوق الروسي واضعاً ثقته في آفاق السوق المستقبلية، معتمداً على تمتع المنطقة باحتياطي كبير من النفط، وكانت ثقته في محلها، حيث حققت الأعمال في المنطقة أرباحاً كبيرة. واليوم كبرت المجموعة حتى أصبحت واحدة من أكبر خمس شركات موزعة لمنتجات شركة (Caterpillar) في العالم، مع مباشرة أعمالها في كثير من الأسواق مثل مصر ونيجيريا وغانا وكينيا وأوغندا وسيراليون والعراق وروسيا.

وخلال مسيرته المهنية التي امتدت لخمسين عاماً، استطاع منصور جعل فريقه يتبنى رغبته في التعلم والتطوير. ويقول ابنه لطفي، الذي كان يعمل مصرفيًا في شركة (Goldman Sachs) في السابق، والذي يعمل معه في شركة (Man Capital) إن أخلاقيات العمل لديه دائماً ما كانت مثيرة للإعجاب، فهو "دائم البحث عن الطرق الجديدة التي يمكن للمؤسسة التطور من خلالها والحفاظ على مكانتها في مقدمة عالم الأعمال المتغير الدينامي".  

ورغم تحقيقه لهذا النجاح كله، إلا أن رحلته لم تكن سهلة، ففي عام 2009، كان عليه أن يستقيل من منصب وزير النقل في مصر، وهو المنصب الذي حصل عليه عام 2005، بعد حادث القطار المميت الذي أودى بحياة الكثير من أبناء الوطن، ولكنه يعتبر هذه الفترة تجربة علمته الكثير من الأشياء قائلاً "لم أعمل قط بمثل هذا الجهد في حياتي مثلما عملت في الوزارة".

وبعد أن استثمر عقوداً من حياته في بناء امبراطورية الأعمال الكبيرة، يرغب منصور الآن في إبقاء الأعمال في إطار العائلة. حيث يعمل بالفعل 10 أعضاء تقريباً من الجيل الجديد بعائلة منصور في المجالات المختلفة في المجموعة، بما فيهم لطفي ابن منصور، ولكن كبار عائلة منصور لديهم شرطاً واحداً من أجل ترك الشركة لهذا الجيل الجديد، وهو أنه عليهم صعود السلم من البداية.

وبدأ واحد من أبناء أخوة منصور بالعمل في توصيل السلع إلى سلسلة متاجر البقالة بالشاحنة، بينما عمل واحد آخر في تسجيل طلبات الزبائن في أحد محلات مطعم (McDonalds). وكانت الفكرة وراء البدء من القاع، وفقاً لما قاله منصور " حصولهم على المؤهلات والموثوقية والقدرة على كسب احترام زملائهم".

وحتى مع إعداد هذا الجيل الجديد، يظل محمد منصور مدركاً تماماً لأعظم هبة يتمتعون بها، وهي المحافظة بإصرار على إرث عائلتهم.

 



التعليقات